معالجة القهوة

منذ لحظة زراعة شجرة القهوة، تتطلب رعاية وصبرًا قبل أن تبدأ في إنتاج ثمارها الأولى. عادةً ما يستغرق نمو الشجرة الصغيرة من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تنضج وتبدأ بإنتاج الكرز. هذا الكرز، الذي يحتوي على حبوب القهوة التي نعرفها ونحبها، يمر بعدة مراحل من النمو والنضج. في البداية، يكون الكرز صغيرًا وأخضر، ثم يتحول تدريجيًا إلى الأحمر الزاهي العميق عند نضجه الكامل واستعداده للحصاد — وهو علامة على أن الحبوب داخله قد وصلت إلى جودتها المثالية.

تعتمد طريقة الحصاد إلى حد كبير على تضاريس منطقة زراعة القهوة. في المناطق التي تقع فيها مزارع القهوة على أراضٍ واسعة ومسطحة، أصبح الحصاد مؤتمتًا إلى حد كبير، حيث تُستخدم آلات كبيرة لجمع الكرز الناضج بكفاءة، مما يمكّن المزارعين من إدارة مساحات شاسعة والحفاظ على إنتاجية ثابتة.

على النقيض من ذلك، في معظم الدول المنتجة للقهوة مثل إثيوبيا، كولومبيا، وكينيا، تكون الأراضي أكثر وعورة، وتمتد المزارع غالبًا على مناطق جبلية أو تلالية. في هذه المناطق، يُحصد القهوة يدويًا في الغالب، حيث يقوم القائمون على الحصاد باختيار الكرز الناضج بعناية، لضمان جودة عالية وثبات النكهة. ورغم أن هذه العملية تستغرق وقتًا أطول وتتطلب جهدًا أكبر، إلا أنها تعكس التفاني والحرفية لدى المزارعين الذين يعتزون بعملهم.

سواء كان الحصاد آليًا أو يدويًا، يُعد مرحلة الحصاد خطوة حاسمة في الرحلة الطويلة من البذرة إلى فنجان القهوة — عملية تعتمد على البيئة الطبيعية وخبرة من يعتنون بالشجرة في كل مرحلة من مراحل نموها.